في ظاهرة غير مألوفة في الميدان الطبي تنتشر أفواج من الصراصير في ممرات وغرف المرضى في المشفى الوطني في حماة ما اضطر بعض المرضى لإحضار ناموسيات ونصبها فوق أسرتهم لتجنب زحف الصراصير على أجسامهم ليلاً ولاسيما أنه قد أصيبت بعض ممرضات المشفى بإنتانات التهابية نتيجة انتقال المسببات المرضية.

وتسعى الشركة المتعهدة لعمليات النظافة والتعقيم في المشفى للقضاء على ظاهرة انتشار الصراصير عن طريق رش المبيدات باستخدام مرشات يدوية صغيرة, ولكن حتى الآن لم تفلح هذه الإجراءات بالقضاء عليها لا بل إن عدد الصراصير بازدياد مستمر في الوقت الذي يكتظ المشفى بالمرضى والزوار, إذ نجد في الغرفة المخصصة لأربعة أسرة فيها عشرات المرضى إذ يصعب على عمال النظافة في بعض الأوقات تنظيف الدرج من كثرة الزوار والمراجعين.

سهيل البكري -مدير الشركة المتعهدة لعمليات النظافة والتعقيم في المشفى قال: إن ظاهرة انتشار الصراصير في المشفى هي ظاهرة قديمة ولاسيما في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة و قد تأقلمت هذه الحشرات مع المبيدات المستخدمة ولم تعد المبيدات تجدي نفعاً، لافتاً إلى إن الشركة لجأت في الفترة الأخيرة إلى الاستعانة بالبلدية وقد زودتها البلدية بمبيدات متنوعة وجميعها لم تقض عليها بشكل نهائي وليس في إمكان الشركة استخدام مبيدات قوية لكون المشفى فيه أقسام طبية، مشيراً إلى أن الشركة تضطر أحياناً لتفريغ نصف قسم في المشفى لرشه بالمبيدات للوصول إلى نتيجة بالمعالجة ولكن رش قسم أو نصف قسم لا يعني حلاً شاملاً للمشكلة لأن أقسام المشفى متصلة ببعضها بشبكات صرف و أنابيب كهرباء.

وأضاف البكري: إن الشركة استعانت بفنيين من لبنان لمعالجة المشكلة وأجروا دراسة على انتشار الصراصير في المشفى وأبلغونا أن هذا النوع من الحشرات يدعى الصرصور الطائر وليست لديهم طريقة للقضاء عليه وقد أرسلوا لنا طعوماً بطعم الشوكولا أعطت نتيجة ممتازة بالمعالجة في العام الماضي ولكنها في السنة الحالية لم تعط نتيجة مفيدة نهائياً وأن الشركة لجأت إلى اعتماد أسلوب إجراء تعزيل دوري لأقسام المشفى ويعاد التعزيل لكل قسم تأتي منه شكوى بخصوص انتشار الصراصير فيه ريثما تنتهي موجة ارتفاع الحرارة أو تجد الشركة طريقة للتخلص منها بشكل نهائي لافتاً إلى أنه تم إحضار مبيد جديد من البلدية على أنه فعال ستظهر نتائج استخدامه في اليومين القادمين.

ويروي الدكتور سليم خلوف -المدير العام للهيئة العامة لمشفى حماة الوطني بمنتهى الشفافية ظروف المشكلة قائلاً: بالصيف الماضي تمت السيطرة على انتشار الصراصير في المشفى باستخدام عصارات موردة من لبنان ولكن المشكلة تجددت بالصيف الحالي التي تتركز بشكل أساسي في الطابق الخامس في شعبة الهضمية، ويعود السبب بذلك إلى ازدحام الزوار وإحضارهم الأطعمة إلى أجنحة المرضى, مشيراً إلى إن إدارة المشفى تعمل بحس عالٍ من المسؤولية بمعالجة المشكلة وبدأت برش المبيدات بالحدائق المحيطة ومداخل المشفى للقضاء على البيئة الحاضنة لهذه الحشرات، كما طلبت من الشركة المتعهدة للنظافة والتعقيم في المشفى إجراء رش دوري للمبيدات ثلاث مرات في اليوم الواحد، لافتاً إلى أنه يتابع بزيارات ميدانية يومية لتفقد إجراءات الشركة.

ولفت خلوف إلى أن إدارة المشفى منعت إدخال الأطعمة إلى أجنحة المرضى وأن الإدارة بصدد تفريغ جناح الهضمية بالطابق الخامس من الخزن لكونها من العوامل المساعدة على انتشار هذه الحشرات، منوهاً بأن الشركة المتعهدة للنظافة والتعقيم في المشفى تريد معالجة الظاهرة بنهار واحد وهذا غير ممكن، مؤكداً أن معالجة الظاهرة تحتاج بعض الوقت, لافتاً إلى إن إدارة المشفى قد قطعت شوطاً كبيراً بمعالجة الظاهرة و أن الإدارة تواصلت مع البلدية وإدارة بعض المشافي التي تعاني من المشكلة وقد تعددت الآراء حول سبب الظاهرة بين جفاف نهر العاصي و غيرها من الأسباب, ولكن مايهمنا في الوقت الحالي هو معالجة الظاهرة ولاسيما أن استخدام نوع واحد من المبيدات لم يقض على انتشار هذه الحشرات, مشيراً إلى أنه يوجد شخص تمكن في عام 2005 من القضاء على هذه الحشرات وسنتواصل معه من أجل معالجة هذه الظاهرة.





إقرأ أيضا أخبار ذات صلة