فرضت حالة عدم الإستقرار و الإنقطاع المتكرر للطريق الدولي ما بين دمشق وبيروت ، نتيجة المظاهرات والأزمة التي تضرب لبنان منذ أكثر من 45 يوماً، إلى إرتفاع أجور النقل البري من دمشق إلى بيروت، من قبل المكاتب والشركات العاملة، إضافة إلى لجوء الكثيرين باتجاه السفر جواً من مطار دمشق إلى بيروت، وبالتالي تحمّلهم تكاليف إضافية وصلت لنحو 75-85 ألف ليرة سورية، إلا أنها تعتبر آمنة و مريحة للكثيرين.

“الطريق لم ينقطع بشكل نهائي، لكن العبور أصبح أصعب وأطول مسافة”، بهذه الكلمات لخص (أبو سامر)، وهو سائق سوري يعمل على خط دمشق- بيروت، وضع طريق سفره إلى لبنان.

وأكد أن “معدل رحلاتنا من دمشق إلى بيروت انخفضت إلى أكثر من النصف، وفي بعض الأيام لا نعمل أبداً بسبب معلومات تصل إلينا عن انقطاع الطريق، وبالتالي فإن تسعيرة الراكب قد اختلفت، حيث اتقاضى مبلغ 40 ألف ليرة على الشخص الواحد بعد أن كانت 15 ألف ليرة”.

وعن طبيعة الطرق التي يسلكها أوضح أبو سامر أشار “أعمل على الخط منذ أكثر من 15 عاماً، وفي حال كان الطريق الرئيسي مقطوعاً، فهناك طرق بديلة يمكن اللجوء إليها، ففي بعض المرات يكون كل تنقلي داخل الأراضي اللبنانية من الطرق الفرعية، وصولاً إلى طريق المطار، الذي يكون وجهة غالبية زبائننا”.

ومع توقف العديد من سائقي الأجرة السوريين على خط دمشق-بيروت عن العمل نتيجة الظروف، لجأ السوريون إلى استخدام سيارات لبنانية لتسهيل عبورهم، وهو خيار لجأت إليه (سمر) لذهابها إلى مقابلة “لم الشمل” في السفارة الألمانية ببيروت، التي تنتظرها منذ أكثر من عام.

وقالت سمر “شكّل موضوع انقطاع طريق دمشق-بيروت هاجساً كبيراً لي، انتظر موعد مقابلة السفارة منذ حوالي العام، لذا كان خياري الاستعانة بسائق لبناني كونه أكثر خبرة بالطرق، ويستطيع التصرف في حال وقعت مشكلة أو حدث ما، وبالفعل قام السائق بإيصالي بعد أن سلك الكثير من الطرق الفرعية، وتقاضى مبلغ 130 دولاراً”.

ولا يلتزم معظم السائقين السوريين العاملين على خط دمشق-بيروت بالتسعيرة المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية في سورية، إذ كانوا يتقاضون قبل الأحداث في لبنان على الراكب الواحد مبلغ يتراوح بين 12 و18 ألف ليرة سورية.
فيما تنص تسعيرة وزارة حماية المستهلك، التي صدرت في بداية العام الجاري على التالي: دمشق- شتورة 4 آلاف ليرة، ودمشق- بعلبك 5 آلاف ليرة سورية، ودمشق – زحلة 4500 ليرة.

بدورها، أعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران عن تسيير رحلات يومية إلى مطار بيروت وبالعكس، وذلك لنقل المسافرين السوريين واللبنانيين إلى المطار مباشرة، مع بدء الاحتجاجات الشعبية هناك منذ قرابة الشهر، وقطع العديد من الطرقات، لا سيما طريق دمشق – بيروت الدولي، و الذي إعتبرها الكثيرين انه الخيار الأفضل و الأسرع لهم ، حتى لو كان تكاليف أعلى من النقل الجوي ، لكن ممن يرغب بالسفر عن طريق مطار بيروت، فإن السفر من دمشق جواً هو الطريق الأسهل له و يختصر الكثير من المصاعب و المشاكل التي قد تحدث على الطريق البري

اضطر (وسيم بارودي) لحجز تذكرتي سفر لوالديه للسفر إلى لبنان جواً عبر شركة “أجنحة الشام” ودفع مبلغ تجاوز 170 ألف ليرة ، وهو مبلغ كان من الممكن أن يختصر أكثر من نصفه فيما لو كانت الأمور على طبيعتها في الطريق البري.

من جهتها، سارعت وزارة النقل في سورية ، قبل أيام وأعلنت عن قيام “الشركة السورية للطيران” بتنظيم رحلتين من دمشق إلى بيروت وبالعكس بشكل أسبوعي.

كما وافق وزير الداخلية (محمد خالد الرحمون) على السماح للمواطنين اللبنانيين بالمغادرة عن طريق مطار دمشق إلى مطار بيروت الدولي حصراً بموجب البطاقة الشخصية، بحسب بيان موجه إلى شركات الطيران من إدارة الهجرة والجوازات، إذ جاء القرار على مبدأ المعاملة بالمثل، بعد أن سمحت لبنان للمواطنين السوريين بالسفر إلى دمشق عبر مطار بيروت بالهوية الشخصية.




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة