2025-10-16

في تقريره نصف السنوي الصادر بعنوان "أرض متحركة تحت سطح هادئ"، أطلق صندوق النقد الدولي تحذيراً لافتاً من أن الاستقرار المالي العالمي لا يزال هشاً، رغم ما يبدو من هدوء في الأسواق. خلف هذا الهدوء الظاهري، تتراكم تحديات قد تهدد بتقلبات حادة في المستقبل القريب.

أولى الإشارات المقلقة جاءت من تقييمات الأصول الخطرة، التي ارتفعت إلى مستويات تفوق قيمها الاقتصادية الحقيقية، ما يفتح الباب أمام تصحيحات مفاجئة في الأسواق. في الوقت ذاته، تواجه السندات السيادية ضغوطاً متزايدة نتيجة اتساع العجز المالي في عدد من الدول، ما يضع الحكومات أمام خيارات صعبة في إدارة ديونها.

التقرير الذي نقلته CNBC عربية سلط الضوء أيضاً على النمو السريع للمؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق الاستثمار وشركات التأمين، التي باتت تمتلك نصف الأصول المالية العالمية وتشارك بنصف حجم التداول اليومي في سوق العملات.

هذا الترابط الوثيق مع البنوك التقليدية يزيد من احتمالات انتقال الصدمات المالية ويعقّد إدارة الأزمات، خصوصاً في حال حدوث اضطرابات أو خفض في التصنيفات الائتمانية.

أما أسواق الصرف الأجنبي، فرغم كونها الأكبر والأكثر سيولة عالمياً، فإنها تواجه نقاط ضعف هيكلية قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف التمويل واتساع هوامش التسعير وزيادة التقلبات، ما قد ينعكس على فئات الأصول الأخرى ويؤدي إلى تشديد الأوضاع المالية بشكل عام.

في الأسواق الصاعدة، رصد التقرير تفاوتاً واضحاً بين الدول؛ فبينما نجحت بعض الاقتصادات في تعزيز صمودها عبر الإصدارات المحلية، اضطرت أخرى إلى الاعتماد على ديون قصيرة الأجل أو مقومة بعملات أجنبية، ما يجعلها أكثر عرضة للصدمات الخارجية.

وفي ختام التقرير، شدد صندوق النقد الدولي على ضرورة الحفاظ على استقلالية البنوك المركزية في مكافحة التضخم، وضبط العجز المالي، وتطبيق معايير "بازل 3"، إلى جانب تنظيم العملات الرقمية المستقرة وتعزيز الرقابة على المؤسسات المالية غير المصرفية. كما دعا إلى تقوية شبكات الأمان المالي والبنية التحتية للأسواق، بما يشمل الحماية من التهديدات السيبرانية.

عدد المشاهدات: 34280
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة