2020-09-25
مع تفاقم أزمة المحروقات في البلاد انتشرت في "القنيطرة" في الآونة الأخيرة بسطات لبيع البنزين المغشوش، حيث دأب قسم كبير من بائعي المحروقات على خلط البنزين بمادة المازوت أو بمادة التنر وبيعها لأصحاب الآليات، وقد أدت تلك العملية لحدوث أضرار بالغة في الآليات وتعطلها، فشراء ليتر بينزين واحد مثلاً كلّف الأستاذ "نائل العيسى" وهو مدرس من سكان قرية "قرقس" أكثر من أربعين ألف ليرة سورية.

يقول "العيسى" في حديثه مع احد المواقع : "أتقاضى شهريّاً 39 ألف ليرة راتبي كمدرس، واليوم كلّفني شراء لتر بنزين واحد من إحدى البسطات خارج الكازية أكثر من 44 ألف ليرة أي زيادة خمسة آلاف فوق راتبي، وذلك كلفة تصليح دراجتي النارية، كنت مضطراً لشراء البنزين من ذلك البائع وأنا على دراية أنه مغشوش لأني مضطر للذهاب لمدرستي، وفي طريق العودة من عملي توقفت دراجتي عن المسير وأخذت تصدر صوتاً خشناً يشبه الخشخشة وتطلق دخاناً أبيض، وحين قدتها للتصليح أخبرني المكنسيان أنها تحتاج لصيانة وتنظيف وأنه يأتيه يومياً العديد من الدرّاجات النارية والآليات التي تعاني نفس المشكلة ".

في الشارع بعض الباعة أكثر ذمة وضمير من غيرهم فهم لا يخفون الأمر عن الزبائن ويرون أن ما يقومون به أمر عادي، حيث هاجم "أبو هاجر"، وهو أحد باعة البنزين في ريف "القنيطرة" الجنوبي الباعة ممن يقومون بغش الزبون لعدم إعلامهم له أن بضاعتهم مغشوشة، في حين أنه (كما يقول)، يخبر زبائنه قبل بيعهم أن لديه نوعان من البنزين ولكل نوع سعره، فالبنزين المخلوط بمادة المازوت يكلف سعر الليتر الواحد 2800 ليرة والبنزين المخلوط بمادة التنر يكلف الشخص 2400 ليرة (التنر هو خليط من الكيروسين الأبيض وبنزين السيارات يستخدم كوقود و في الأصباغ)، في حين يباع لتر البنزين النظيف بنسبة 90% بسعر 3000 ليرة.

هل هناك من يشتري بنزين مغشوش؟

قد يتبادر للذهن هذا السؤال، لكن للأسف يبدو أن قسماً كبيراً من السكان يشترون البنزين المغشوش حتى بعد علمهم بذلك، إذ يفعل السكان ذلك ليوفروا على أنفسهم بعض المال وسط كل هذا الغلاء المعيشي.

"خالد العلي" أحد الأشخاص الذين اشتروا البنزين المغشوش قال بغضب: "أعلم أن ذلك البنزين قد يؤدي لمشاكل في السيارة، لكنني مضطر لشرائه، تدفعني الظروف أحياناً لنقل والدتي للطبيب، فماذا لو باغتها الألم منتصف الليل! كيف سأجد سيارة أجرة في هذا الوقت المتأخر ونحن نسكن في الريف. كما أن البنزين النظيف ممن يدعي الباعة أنه نظيف مغشوش أيضاً، والكازيات كما ترون مغلقة أو مزدحمة "، وينهي حديثه بسؤال: "في عندك حل ثاني؟ أنا عندي حل، هنن لو يقطعوا عنا الهوا ونرتاح مو أحسن ".

عدد المشاهدات: 44192
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة