أن تحلم بتأمين لقمة العيش، فهو حلم قابل للتحقيق في سورية، أما أن تحلم بشراء سيارة؛ هذا هو المستحيل بعينه.
فبالرغم من اعتماد الشعب السوري على السيارات المستعملة إثر قرار وزارة الاقتصاد بمنع استيراد السيارات الحديثة لأنها تعتبر من "الكماليات"، لا زالت أسعار السيارات المستعملة بعيدة عن متناول الجيوب.

مليون ونصف .. أقل سعر للسيارات المستعملة!!
في استطلاع أجراه الفريق الاقتصادي لموقع "اسعار صرف العملات" عن أسعار مبيع السيارات المستعلمة في سوريا، وصل سعر سيارة نوع “مازدا” موديل 2007 لنحو 5.5 مليون ليرة، وسكودا “أوكتافيا” بـ 6 ملايين ليرة، وسيارة كورية نوع “هيونداي” بـ 7.5 مليون ليرة، أما سيارة كيا ريو فوصل سعرها لـ 4.5 مليون ليرة أما سيارة الكيا سيراتو بـ 5 مليون ليرة، وسيارة نوع هيونداي سوناتا 3.5 مليون ليرة، وأيضاً سيارة هيونداي نوع كليك بـ 3.6 مليون، في حين بلغ سعر سيارة السوزوكي سيدان 5.4 مليون والسوزوكي ماروتي 2.5 مليون ليرة، ويرتفع سعر السيارة كلما اختلف نوعها وحداثتها فبعض السيارات المستعملة تصل لـ 20 مليون وأخرى بـ 40 أو 45 مليون كالـ بي أم دبليو والمرسيدس.
ومن جهة أخرى تراوحت أسعار السيارات القديمة التي يعود موديلها للسبعينات والثمانينات ما بين المليون ونصف والمليونين ليرة كسيارات اللانسر القديمة.

السعر يتضاعف بشكل جنوني!!
تقول لمى (مدرسة) أنها اشترت سيارة كيا ريو قبل الأزمة بمبلغ يقارب المليون ليرة، وهي تنوي بيعها اليوم بمبلغ 4 مليون ليرة، معتبرة أنها تطلب سعراً معقولاً في ظل موجة الغلاء التي طالت كافة السلع اليوم.
الأرقام الرسمية الحكومية تشير إلى نسبة تضخم كبير في الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع النقل، حيث بلغت النسبة 767.8% وذلك لشهر شباط من عام 2017، باعتبار أن سنة الأساس هي 2010 وتقاس عليها سلة المستهلك وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء.

استقرار في أسعار مبيع السيارات المستعملة
ساهم استقرار سعر صرف الدولار باستقرار الأسعار في سوق السيارات المستعملة، هذا ما قاله لؤي (تاجر سيارات مستعملة) في حديثه لموقع "اسعار صرف العملات".
وأضاف لؤي بأن سوق السيارات المستعمل هو المسيطر على السوق في الوقت الراهن، مؤكداً أن إمكانية قيام الحكومة باستيراد السيارات المستعملة يمكن أن يساهم في تنشيط الحركة وينعكس إيجاباً على السوق وعلى حركة البيع والشراء، من خلال استيراد سيارات مستعملة بشروط محددة وضمن ضوابط في السعر والنوعيات وبلد المنشأ.

هل ستكون السيارات محلية الصنع الحل؟!
يعمل القائمون على معامل السيارات في سوريا على سدّ حاجة السوق لسيارات جديدة بعدما توقفت سوريا عن استيرادها، محاولين منافسة سوق بيع السيارات المستعملة عبر إنتاج سيارات محلية الصنع ذات جودة عالية أي إعادة تجميع السيارات داخلياً.
وكانت شركة صروح الإعمار للصناعات قد أطلقت سيارة BYD F3 والتي اعتبرتها كاملة المواصفات وذات مميزات عالية بسعر مغري لا يتجاوز 9 مليون ليرة متضمناً كامل مصاريف الفراغ والتنمير، وتبرر الشركة سعر السيارة بأن الرقم الحالي ــ وإن بدا مرتفعاً في نظر البعض ــ يبقى أقل تكلفة من أي سيارة جديدة ستدخل البلد حتى لو كانت صينية المنشأ، ووعدت الشركة بإطلاق سيارتين جديدتين قريباً.
ولكن بالرغم من المواصفات المميزة للسيارات المجمعة محلياً والتي تقدمها الشركات السورية، إلا أنها لم تنجح في أن تصبح بديلاً عن السيارات المستعملة نظراً لارتفاع سعرها تزامناً مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن في سنوات الحرب.

رغم ارتفاع أسعارها .. السيارات تملأ الشوارع
على الرغم من الغلاء الكبير في أسعار السيارات المستعملة، إلا أن حركة بيعها وشرائها نشطة، حيث كان آخر عدد رسمي حول عدد السيارات التي تم فراغها عام 2016 في مديرية نقل دمشق نحو 35596 معاملة بيع لسيارة، في حين أنه قد بلغ في عام 2015 حوالي 485 معاملة بيع يومياً، وفي عام 2014 لم يتجاوز العدد اليومي 333 معاملة.
ولا زال العدد في ازدياد خلال عامي 2017 و2018، حيث يفضل محمد (موظف) أن يدفع "دم قلبه" ثمناً لسيارة ولو كانت بسيطة ومستعملة، على أن ينتظر رحمة سائقي الميكرو باصات والتكاسي، وذلك في حديثه لموقع "اسعار صرف العملات".
ويضيف محمد: "مع أن السيارات تملأ الشوارع والازدحام خانق بشكل كبير، إلا أن السيارة أصبحت ضرورة لا بد منها في وقتنا الحالي لا سيما مع ارتفاع أجور التكاسي وقلة عدد الميكروباصات، ولم تعد "كماليات" كما تعتبر الحكومة".

لا زالت السيارات في سوريا حلم لا يطاله الكثيرون، بالرغم من حاجتهم الماسة لها إلا أن سعر أقل سيارة مستعملة يبلغ حوالي مليوني ليرة، في حين أن متوسط مدخول المواطن السوري لا يزال 40 ألف ليرة، أي أن المواطن سيحتاج لادخار راتبه مدة 50 شهراً دون أن يمس منه ليرة واحدة للحصول على سيارة قديمة مستعملة!!




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة